صيانة الأسر عن طريق منع العمل الرديء فإن الأسر يجب أن تصان عن طريق رفض أي اتهام لا يليق من هذا القبيل، والإسلام في هذا كان حاسماً… فمن قذف إنساناً بالزنا أو قذف أصله أو قذف فرعه الذي يتصل به ويمت إليه بسبب وثيق ينبغي أن يُعاقب بالجلد ثمانين جلدة: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون ) (النور 4) ، وهذا نوع من التأديب لا بد منه، وقد نُفذ هذا العقاب فيمن تطاول على مقام أم المؤمنين رضي الله عنها.. فإن بعض الناس تسافه ووقع في شَرَك أحد المنافقين الذين يكرهون النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الحق التي بُعث بها وحاولوا في خبث وخسة أن ينالوا من مكانة البيت النبوي فأشاعوا عن السيدة عائشة رضوان الله عليها كلاماً هي منه بريئة وهي فوقه بمراحل وقد نزلت براءتها من عند ذي العرش جل جلاله, وبيّن أنها أعظم من أن تُلم بهذا وأكبر من أن يُلاك عرضها على هذا النحو ، وقيل للمؤمنين في هذا كلام ينبغي أن يعرفوه ويحفظوه : (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) (النور 11)
ثم يؤدب الناس: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين. لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) (النور 12،13 ) ، حتى لو رأيت بعينك وأنت واحد فلا يجوز أن تتكلم لأن الله جل شأنه يريد أن يستر… يريد أن يعطي فرصة للتوبة…
وفي الحديث [ من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موؤودة ]
إن ناساً قد يخطئون ولكن الله جل شأنه لا يعامل الناس بخطأ يرتكبونه.. إنه يفتح لهم باب المتاب وفرصاً لا حصر لها حتى يثوبوا إلى رشدهم ويستقيموا على الصراط المستقيم: (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمًّى) (فاطر 45) .
تلك الأحكام التي تقررت فيما يتصل بالانحرافات الجنسية بالتهم التي لا ينبغي أن تجري على لسان مسلم يحافظ على الأعراض… هذه الأحكام ينبغى.............